كِيانُ الإنسانِ ثلاثةٌ: عقْلٌ، وجسَدٌ، ورُوْحٌ. العقلُ بالمعرفةِ (علمًا وتجربةً). الجسَدُ بالصَّحَةِ (رِعايةً وصِيانةً، عملًا وإراحةً، جِدَّاً وترْفِيْهًا). الرُّوحُ باللهِ تعالى، فكلُّ شأْنٍ للروحِ إنما هو للهِ ومنَ اللهِ وباللهِ، وهذا معنًى في قولِهِ تعالى {قُلِ الروحُ مِن أمْرِ ربِّي}، فمَن طلَبَ هناءَها من غيرِ ما رسَمَهُ باءَ بغيرِ ما أرادَه.
فلا سبيلَ لغايةٍ في واحدٍ من هذه الثلاثةِ إلا من خِلالِ مَنْبَعِهِ، ومَنْبَعُهُ هو المصدَرُ الصحيح المُناسِبُ له. إذا غُلِّبَ اهتمامٌ بأحدِ أرْكانِ كِيانِهِ على الآخَرِ اهتزَّ اِتِّزَانُ الإنسان، وما اسْتَوَتْ حياتُه على ساقِ السلامةِ. المُتْعَةُ في وَزْنِ شأنِ تلك الأرْكان، والعذابُ في تغليبٍ غيرِ مَوْزونٍ.