لا تَحْتَقِرْ أَمورَ غيرِكَ
من الأشياءِ الغريبةِ، وهي أشياءُ سيئة، حينما يأتي أحدُ الناسِ يذكُرُ أمْرًا انْتابَهُ وشَعُرَ بِهِ، ويحكيهِ لِمَنْ يَثِقُ بِهِ، أو يريدُ منه ما يُهوِّنُه عليه، فيكون ذلكَ الآخَرُ سِكِّيْنًا لا سَكِنَةً عليه، فَيُحَقِّرَ ما أصابَهُ تحقيرًا يُشْعِرُه بأنَّه بالغَ فيه فوقَ الحاجَةِ، وهذا استخفافٌ بالناسِ، وازْدِراءٌ لمشاعرِهم وما يَحُسُّونَ بِهِ، وهو أمرٌ طبيعيٌّ منهم لأنه طبيعةُ أوْساطِ الناسِ، أما المُتهاوِنُ والمُوَسْوَسُ فلا اعتبارَ لهما. قال رجل لابن عباسٍ: أَتَيْتُكَ في حاجَةٍ صغيرةٍ. فقال: هَاتِهَا فالحُرُّ لا يَصْغُرُ عَنْ كَبِيْرِ أَخِيهِ، ولا يَكْبُرُ عَنْ صَغِيْرِهِ.
نعمْ، علينا أنْ نُهَوِّنَ، بمعنى التخفيفِ، لا بمعنى الاستخفافِ بالتحقيرِ.